الفرق بين الإسلام والإيمان

لقد فسر رسول الله (ص) الإيمان في حديث وفد عبد القيس بما فسر به الإسلام في حديث جبريل فما وجه الجمع بين التفسيرين؟

أن الإيمان والإسلام لفظان شرعيان إذا اجتمعا  افترقا وإذا افترقا اجتمعا، فإذا جاءا في سياق واحد اختلف معناهما كحديث جبريل، وإذا جاءا في سياقين مختلفين اتحد معناهما كحديث وفد عبد القيس، فإن حديث وفد عبد القيس حين قالوا لرسول الله (ص) إنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر فأمرنا بأمر فصل نعمل به ونخبر به من وراءنا وندخل به الجنة، فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع قال: «آمركم بالإيمان بالله وحده أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟» وشرح لهم الإيمان بالله وحده بأن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤدوا خمس المغنم، وبين لهم الأربع التي يتركونها من الأشربة، فشرح لهم مفهوم الإيمان ببعض مفهوم الإسلام مما يدل على أن الإيمان والإسلام إذا جاءا منفردين اتحد معناهما،  أما إذا جاءا في سياق واحد كآية سورة الحجرات وهي قول الله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [14] فإن معناهما يختلف كحديث جبريل، وكذلك حديث سعد بن أبي وقاص في الصحيحين أن رسول الله (ص) أعطى رجالا فترك رجلا وهو أعجبهم إلي فغلبني ما أعرف فيه، فقلت: يا رسول الله، مالك عن فلان فإني والله لأراه مؤمنا؟ فقال: أو مسلما، ففرق الرسول (ص) بين الكلمتين عندما وردتا في سياق واحد.

الخميس, 16 ديسمبر 2010 10:29
 

آخر تحديث للموقع:  الثلاثاء, 10 سبتمبر 2024 14:57 

اشترك في القناة

فقه الحج

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

جديد الموقع

إحصائيات

المتصفحون الآن: 705 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow